رواية نيران العشق والهوى الفصل السادس عشر 16 بقلم هدير ممدوح


 رواية نيران العشق والهوى الفصل السادس عشر 16 بقلم هدير ممدوح


تسير في الطرقات كالتائه بالغربة تلتفت كل حين واخر هنا وهناك.. يراها الناس فيستعجبوا أمرها، من تلك الفتاة؟!. 

بلا حذاء.. ولا حجاب.. وثيابٍ بيتية.. 

تبدو كالمتشردة، او من أصابهم الجنون. 

الدمع يسير على وجنتيها، والألم عصف بجسدها عصفًا.. ترتجف خوفاً ورعباً، من يراها يظن بأنها إحدى الليالي الشتوية قارصة البرودة . 

صاح عتمان بأعين مذهولتين وتمتم بدهشة: 

_سهر.. 

نظر صالح إلى ما يتطلع إليه أبيه بدهشة، لتتسع عينيه بذهول عند رؤيته سهر بتلك الحالة المزرية.. 

بأعين تفيض الدمع غمغت سهر بخفوت وهي تقف أمامهم: 

_عم عتمان... 

لا تعلم كيف حملتها قدمها وسارت بها إلى هنا، فهي ظنت بأنها لن تصل، والطريق أصبح طويلاً ومُراً.. 

انبلجت بسمة حزينة على ثغر سهر.. وراحت تغمض عينيها بأرتياح ولا تعلم كيف أبتلعتها تلك الغيمة السوداء لتغرق بداخلها.. 

وقبل ان تتلقفها الأرض.. حملتها يد صالح..

 وصاح عتمان قائلاً: 

_سترك يارب، البنية اُغمى عليها، دخلها ياولدي.. هم بينا. 

دلف صالح للداخل وهو يحمل سهر على يديه وخلفه والده الذي صاح بقوة: 

_ست إعتماد، ست إعتماد حد يلحج "يلحق" الست سهر ياولاد.

 


ومع هتافه الحاد، خرجت ورد من المطبح. 

وهبط كل من بالسرايا.. 

وضع صالح سهر على الأريكة، وشهقت ورد بفزع وهي تقول: 

_سهر، ايه اللي حصلها يا عم عتمان. 

كاد عتمان ان يتحدث حتى اجتمع الجميع، وهتفت اعتماد بقلبٍ منفطر على ابنتها: 

_بتي، بتي.. جرالك ايه. 

اقتربت منها تهز جسدها بقوة علها تفيق.. 

وهتفت بخيتة: 

_البت كأنها مضروبة ولا، إيه. 

هدر سلمان قائلاً: 

_اسكتي انتِ.. اتكلم يا عتمان جرالها إيه. 

قال عتمان: 

_معرفش يا بيه هي جات جدام البيت قالت عم عتمان وبعدين أُغمى عليها وكانت اتتلفت كيف الحرامية كأنها خايفة من حد.  

صاحت فتحية قائلة: 

_وده وجته، خلينا نطلع بالبت فوق ونشوفلها دكتور بسرعة.. 

و أبدلت نظرها لـ سلمان قائلة: 

_مستنى إيه ياخوي اتصل بالدكتور اللي فالوحدة يجي يشوفها، حتى الواد مصطفى مفيش كان طلعها. 

هتف صالح بعجل: 

_انا هشيلها اطلعها. 

قالت بخيتة بخفوت: 

_طب يلا هم ياولدي.

قاطعهم قول إسعاف: 

_تلاجيها ياحبة عيني جوزها ضربها. 

شرارتٍ من الغضب توهجت في مقلتي إعتماد ورمقتها قائلة: 

_اللي يلمس شعرة من عيالي هاكله بسناني، ومين ما كان اللي عمل في بتي كده هدفعه تمن عملته غالية جوي. 

أنهى سلمان محادثته مع الطبيب، وتقدم منهم قائلاً: 

_خليني اطلعها لفوج.. 

وقف صالح جانباً وجثى سلمان لمستواها وحملها صاعداً للأعلى والجميع خلفه. 



وضعها سلمان على الفراش برفق ودثرتها اعتماد بالغطاء جيداً وجلست بجانبها وهي تقبل يدها.. تحت انظارهم.. 

ولجت ورد إلي الغرفة قائلة: 

_الدكتور جه يستحسن نفضي الأوضة، وتفضل الست إعتماد معاها. 

خرج جميعهم عدا إعتماد، ودلف الطبيب يفحصها بعملية تحت نظرات اعتماد القلقة.. 

وبعد الانتهاء من الفحص، دونَّ الطبيب بعض الأدوية.. 

وقالت اعتماد بقلق: 

_مالها بتي يا دكتور. 

قال الطبيب بجدية: 

_يفضل نتكلم برة. 

هزت إعتماد رأسها بنعم دون نقاش.. 

وانفرج الباب.. وخرجت إعتماد خلف الطبيب، والتفوا حوله جميعهم، فقال سلمان: 

_خير يا دكتور طمنا. 

تمتم الطبيب بهدوء وهو يمد يده بالورقة: 

_الأول لازم تاخد المحاليل دي، ياريت حد يجيبها. 

أخذها منه سلمان قائلاً بنفاذ صبر: 

_هنجيب العلاج، بس طمنا الأول على البنية اللي جوة دي. 

قال الطبيب بعملية: 

_اعتداء بالضرب، وكمان المدام حامل.. 

           •••••••••••••••••••••••



في منزل يسري 

جالسين مع بعضهم، وهتفت رشيدة قائلة: 

_جلبي مش مرتاح أكيد أهلها مش هيسكتوا عشان ِكده روح بات النهاردة عند حد من صحابك. 

أجابها يسري بحدة قائلاً: 

_أروح فين بس يما، محدش يجدر يعمل حاچة. 

قالت رشيدة بقلق بالغ: 

_لا ياولدي جلبي مش مطمن عليك، أحنا نسوان محدش فيهم هيمد ايده علينا، بس انت ممكن يعمله فيك حاچة. 

أيدت إيمان حديث والدتها قائلة: 

_ايوة يا يسري روح، بدال ما نبجا خايفين عليك. 

تجهم وجه يسري قائلاً: 

_طيب خلاص هروح. 

واستقام يسري مغادراً. 

         •••••••••••••••••••••••



في منزل عتمان.. 

صاحت زوجته ونيسة قائلة: 

_چاي من أول النهار ويلا فاكر تسأل على امك. 

وجهت حديثها لـ صالح الذي يجلس أمامها شارد الذهن، وكزه عتمان بكتفه.. فتنبه صالح قائلاً: 

_إيه يابوي 

هتفت والدته بتهكم: 

_مين اللي شاغلة عقلك. 

وثب صالح قائمًا وقال قبل ان يغادر من أمامهم قال: 

_اللي اتعبت واشقيت عشانها ورجعت لقيتها اتجوزت، عرفتي مين يما. 

ألقى جملته مغادراً، فهتفت ونيسة:

_شوفت اللي حصل، ياريتك كنت سبت شغلك اهناك زيي؛ كنا ارتحنا. 

صمت عتمان ولم يعقب. 

فكبحت هي غيظها منه وقالت بهدوء: 

_مالك انت كمان بتفكر في إيه. 

هتف اعتمان: 

_خايف، خايف لـ سهر تطلق. 

عقدت ونيسة حاجبيها قائلة: 

_وإيه اللي يخليها تطلق، ربنا يبعدها من طريقنا. 

 قص عليها عتمان ما حدث مع سهر اليوم، فشهقت هي قائلة: 

_ياعيني يابتي، أهي بتدفع تمن عمايل أمها. 

رمقها عتمان بضيق قائلاً: 

_جفلي على الموضوع ده أوعك تغلطي جدام حد، انسيه خالص. 

ردت ونيسة قائلة: 

_أنسى كيف يعني، ده أنا الحد الآن مش جادرة ارفع عيني فوش سيدة من يوم اللي حصل.. وسبت الشغل هناك بسبب ِكده ولا انت ناسي. 

قاطعها عتمان قائلاً: 

_كفاية عاد، أحنا مش لوحدنا الواد رجع ولو سمع تبقا مصيبة وحلت على دماغنا. 

هتفت ونيسة قائلة: 

_تعرف أهي اعتماد دي هتموت موتة شنيعة. 

استقام عتمان واقفاً ويقول: 

_لا عاد ده انتي مخك فوت أنا جايم أغفل ساعتين. 

اشاحت ونيسة بوجهها ولم تعقب. 



غادر جميعهم من غرفة سهر، عدا إعتماد التي تنبهت أن سهر رمشت بعينيها في ثُقل، وراقبتها والغشاوة تنقشع من فوق أجفانها وتحاول أن تعتاد الضوء بأهداب ترفرف.. 

ربتت على جسدها برفق وهي تقول: 

_سهر يابتي فوقي مالك ياضنايا جرالك إي بس. 

انتفضت سهر ما ان وضعت إعتماد يدها عليها، وزفرت بعدها بارتياح وهي تستمع لنبرة والدتها الحنون.

استطردت اعتماد بهدوء: 

_بسم الله عليكِ يابتي.. 

وتبدلت نبرتها لأخرى قاسية: 

_مستنية لحظة جومتك بنفاذ صبر عشان اعرف إيه اللي جرالك، واخد حجك بيدي واشفي غليلي من اللي حرق جلبي عليكِ وانتِ راجعة بالمنظر ده. 

طالعتها سهر قليلاً بأعين جامدة، حتى تلألأ بها الدمع وقالت بغصة باكية: 

_كسروا جلب بتك يما، ياريتني مُت وما رجعت.

أردفت إعتماد بحنو وهي تربت على ظهرها: 

_بعيد الشر عنك يابتي، جوليلي ايه اللي حصل. 

شرعت سهر بقص ماحدث معها من أول يوم لها بمنزلهم. 

هدرت اعتماد بقوة: 

_خدوا منك تليفونك وكل مرة اجيلك يبجوا معاكِ عشان متعرفيش تحكي حاجة صح. 

هزت سهر رأسها بنعم، ولم تنبس ببنت شفة. 

لتهفت إعتماد في حدة: 

_لا يبجا لسة ميعرفوش مين اعتماد..

ووثبت قائمة من جانبها واسترسلت:

_والله لوريها الويل،ومش هخلي الصبح يصبح عليهم.

صاحت سهر قائلة:

_هتروحي فين يما. 

قالت إعتماد ببرود: 

_شوي وراجعة، وهبعتلك ورد تجعد معاكِ. 

دلفت اعتماد لغرفتها وابدلت ثيابها.. وهبطت للأعلي لتجد باقي العائلة جالسين.

وثب سلمان قائماً وهو يقول: 

_رايحة على فين يا اعتماد. 

هتفت إعتماد قائلة: 

_رايحة أجيب حق بتي. 

اعترض سلمان طريقها قائلاً: 

_جولي البت جالتلك إيه، أحنا برضه أهلها وناسها. 

قصت إعتماد عليهم ما قالته سهر بجمود.. فشهقت إسعاف قائلة: 

_بجا هما دول العيلة اللي جولتي عليهم نسب يشرف..


 

قاطعها سلمان بقوة: 

_مسمعش حس حد..

قالت فتحية بتريث: 

_استني يا إعتماد أنا جاية معاكِ سهر كيف بتي برضه. 

استقامت بخيتة قائلة: 

_وأنا هاچي معاكي الحرباية وبتها لازم يتربوا. 

هزت إعتماد رأسها بتفهم وقالت: 

_تمام وواحدة تجيب معاها حزام. 

تمتمت اسعاف بتعجب: 

_حزام!. 

لم يهتم أحد بما قالت،وتفرق كلاً منهم لمكان  

علا صوت سلمان قائلاً: 

_غيروا خلجاتكم وانا هشوف مصطفى ونيجي معاكم. 

                  •••••••••••••••••••••••



"عند أيوب "

جالسة ندى على الفراش تمرر يدها على بطنها برفق، فتعجب أيوب من فعلتها قائلاً: 

_مخك هيطير من لما عرفتي إنك حامل. 

ابتسمت ندى قائلة: 

_جلبي طاير من الفرح يا أيوب مش مصدجة أمتى أشوفه جدام عيني هحبه أكتر من روحي. 

قال ايوب بتهكم: 

_بكرة اشوفك وأنتِ بتجري وراه هنا وهناك وبتصرخي منه. 

هتفت ندى بعبوس: 

_لا مش هيحصل ولدي هيطلع هادي ومش هيتعب أمه. 

رد أيوب مبتسماً: 

_ماشي ياستي يجي بالسلامة هو بس .. 

واستطرد قائلاً: 

_أنا كده خلاص حجزت على الصبح هنكون عندهم، ومش هنقول لحد إنك حامل هنخلي ده كله مفاجأة. 

تجهم وجه ندى قائلة:

_مش عارفة مالي،حاسة إني خايفة،ياريت لو كنا أجلنا السفر شوي وجعدنا لحالنا. 

تقدم منها أيوب وجلس بجانبها.. سحب يدها وطبع عليها قبلة رقيقة عليها قائلاً: 

_طول ما انا معاكِ متخافيش، اللي جاي أحلى وأحلى وفرحتنا كملت بوجود النونو ده اللي لسة مجاش وهياخدك مني. 

ردت ندى بمرواغة قائلة: 

_إي جول إنك غيران من ولدي.. 

قلد أيوب نبرتها قائلاً: 

_اي غيران منه.. 

واردف بتريث: 

_هبقا مطمن عليكِ وسط عيلتي عشان ياخدوا بالهم منكم. 

قالت ندى بوله وهي تنظر له بتمعن: 

_وندى هتفضل دايماً مع أيوب، ومستعدة تروح معاه حتى لو عالموت. 

أردف أيوب بضيق: 

_شكلك بدأتي تخرفي، الأحسن تقومي 

تشوفي إيه اللي ناقص. 

تأففت ندى بصچر واستقامت واقفة. 

                   ••••••••••••••••••



أمام منزل يسري وصلوا جميعهم.. طرقت اعتماد بعنف على الباب الخشبي.. 

وتعجبت رشيدة وابنتها من الداخل وصاحت ايمان قائلة:

_ده مين الحمار اللي هيخبط كِده. 

قالت رشيدة بهدوء وهي تشاهد التلفاز بأعين ثاقبة : 

_جومي أنتِ افتحي عشان أنا هشوف الحتة دي من التمثيلية . 

ازدادت طرقات اعتماد من الخارج عنفاً، فهتفت إيمان وهي تتقدم من الباب: 

_مين.. 

ردت إعتماد من الخارج: 

_عملك لاسود والمنيل يابت.. 

هرولت رشيدة لابنتها فور سماع صوتها ووقفوا أمام الباب فقالت إيمان بتردد: 

_يما أنا خايفة افتح الباب الصراحة. 

قالت رشيدة في حدة: 

وتخافي من ايه يابت، متجدرش تعمل حاچة،ترفع صوتها بس، هتاخد بالمركوب زي بتها. 

هزت إيمان رأسها بقوى زائفة وفتحت الباب، لتدفعها اعتماد وتدخل وخلفها بخيتة وسلمان وفتحية.. 

ارتدت رشيدة وابنتها للوراء خوفاً ، وقالت رشيدة بتوتر تجلى في نبرتها: 

_جاية ليه يا اعتماد.. 

قبضت إعتماد على شعرها من الخلف المتواري خلف حاجبها وقالت بصرامة وهي تهزها: 

_سمعيني كده ياولية ياخرفانة، عاوزة تدي مين بالمركوب . 

صرخت إيمان قائلة: 

_سيبي أمي يخالة وامشوا من اهنا. 

امسكت فتحية بإيمان قائلة: 

_تعاليلي أنتي.. 

وانضمت لها بخيتة وهي تهجم عليها. 



حتى قالت اعتماد: 

_انا بتي انضربت بالحزام ولازم اخد حجها بنفس الطريجة.. ومدت يدها للخلف ليعطيها سلمان حزاماً من الجلد.. ودفعت رشيدة فسقطت أرضاً.. وألقت فتحية وبخيتة إيمان بجانبها.. ورفعت اعتماد الحزام لأعلى وهبطت به على أجسادهم، وعلت صرخاتهم. 

هتف سلمان بحدة: 

_ولدك فين متخبي كيف النسوان ولا إيه. 

صرخت رشيدة قائلة: 

_بالله عليكي يا اعتماد كفاية، عضمي اتكسر ياختي.. 

علا صوت إيمان الباكي وهي تقول بترجي: 

_خلاص يا خالة، احنا اسفين. 

اقتربت فتحية تبعد إعتماد عنهم وقالت: _

كفاياهم كده يا إعتماد استوت هي وبتها. 

ألقت اعتماد الحزام ارضاً.. وتقافزت ضربات قلبها عالياً وصدرها يعلو ويهبط مت أثر المجهود الذي فعلته مُنذ قليل .. 

التفتت حولها كأنها تبحث عن شيء.. حتى تقدمت للداخل وقامت بإلقاء التلفاز أرضًا وقلبت الطاولة التي كان يتواجد عليها بعض التسالي وطبقاً من الفاكهة.. عادت اليهم مرة اخرى.. وتوقفت أمامها قائلة بحدة: 

_دي قرجصة ودن خفيفة، لسة محدش شاف اعتماد تجدر تعمل إيه، وولدك أول ما يظهر هاخد روحه .. 

وختمت حديثها وهي تبصق على وجههم.. 

وخرجت وخلفها الجميع. 

في السرايا.. 

دلف مصطفى للداخل ووجد إسعاف جالسة فغمغم بهدوء: 

_كيفك يا مرات عمي. 

هتفت إسعاف بعجل: 

_أنت هنا!.. هما رجعوا ولا إيه؟!. 



قال مصطفى بتعجب: 

_هما مين، مش فاهم حاچة؟!  

قصت إسعاف عليه كل ما حدث، 

كبح مصطفى غضبه وهو يتمتم: 

_والله لاشرب من دم يسري ده. 

وما كاد ان يلتفت حتى وجد الجميع يدلف للداخل.. فقطع المسافة الفاصلة بينهم معترضاً طريقهم وهو يقول: 

_إيه اللي حصل معاكم. 

مرت إعتماد من أمامهم وشررات الغضب تقدح بعينيها. 

و رد سلمان على حديث أبنه وهو يقول: 

_اتصلت بيك كتير مردتش ليه. 

غمغم مصطفى بهدوء: 

_تليفوني كان فاصل. 

هدر سلمان بقوة: 

_عاوزك تقلب وطيها عليها وتجيبلي يسري من تحت الأرض. 

قال مصطفي مؤكداً: 

_وهو ده اللي هيحصل. 

هتفت بخيتة قائلة: 

_بس اعتماد طلعت جبارة خلتهم كشوا ونزلت فيهم ضرب بالحزام لما ورموا، بس يستاهلوا. 

زفر سلمان ينفاذ صبر قائلاً: _

خلصنا كل واحد يروح يشوف حاله

•••••••••••••••••••



دارت تلك المحادثة المجهولة بين شخصين.. 

قال الشخص الاول: 

_ايوب وندى على بكرة الصبح هيوصلوا.. 

قهقه الشخص الأخر قائلا: 

_مستعجيلين على موتهم، بكرة أول ما يوصلوا على البلد عاوزة اسمع صوتهم. 

قال الشاب بتأنِ: 

_المطلوب هيتنفذ، بس المهم فلوسي، أنا ليا شهر براقبهم. 

استطرد الشخص الأخر في حنق: 

_يحصل اللي بيتمناه واللي تطلبه هتاخده 

انفرجت اسارير وجهه قائلاً : 

_وهو ده المطلوب.. 

       ••••••••••••••••



غاب الليل واشرقت الشمس لتعلن عن يوماً جديد.. 

وصل أيوب فالصباح الباكر إلى البلدة..

 واستأجر سيارة أجرة لتقلهم للسرايا. 

وقال وهو يحاور ندى: 

_مش عارف ردة فعلهم هتكون إيه، وخصوصاً لم يعرفوا إنك حامل.

تمتمت ندى بهدوء: 

_كلها نص ساعة ونوصل. 

تشابكت ايديهم ببعضها وهم يبتسمون بسعادة.

 صدح صوت السائق وهو ينظر بتعجب لتلك السيارة التي تقترب منهم: 

_ماله ده، شارب حاچة ولا ايه. 

عقد أيوب حاجبيه بدهشة قائلاً: 

_في حاجه معاك ولا إيه. 

وقبل ان يرد عليه قاطعهم محاولة اصطدام السيارة الثانية بسيارتهم.. 

فصرخت ندى بفزع قائلة: 

_أيوب إيه اللي بيحصل ده. 

قاطع أيوب احتكاك السيارة بهم مرة أخرى..فأسرع السائق فجأة وعلى حين غفلة فقد تركيزة وظهرت سيارة كبرى أمامهن ليحدث اصطدام بين السيارتين، وخيم صمتٍ تام عليهم 

        ••••••••••••••



صدر صوت سيارات الاسعاف وهي تقف واحدة تلو الأخرى أمام إحدى المستشفيات مما ادى لحدث ضجة كبيرة بداخلها فاصبح العاملين يهرولون لانقاذ المرضى.

مر الكثير من الوقت والوضع مازال غامض.. 

داخل عرفة مطلية جدرانها بطلاء ابيض.. كان راقد جسد أيوب أعلى الفراش.. رأساً يلفه الشاش وذراع منكسراً.. 

رمش أيوب بعينيه..فاقترب منه الطبيب الذي كان يفحصه منذ قليل قائلاً: 

_حمدالله على سلامتك يا أستاذ أيوب..

قال أيوب بوهن: 

_انا فين، وأيه اللي حصل؟!. 

وقبل ان يجيب الطبيب.. مرت داخل ذكرته ما حدث منذ قليل، فاعتدل منتفضاً وهو يقول: 

_ندى كانت معايا، هي فين.

قال الطبيب بتريث:

_اهدى شوية خليني اشرحلك اللي حصل. 

صمت أيوب واسترسل الطبيب: 

_عندك كسر في ايدك اليمين وجرح سطحي في دماغك والحمدلله اتأكدنا ان مفيش اي نزيف داخي.

هدر ايوب بقوة:

_انا مش مهم،أنا عاوز اشوف ندى،وكمان هي حامل.

قال الطبيب بعملية:

_عاوزك تهدى كده واعرف أنه ربنا كبير وعوضه جميل.

دب الفزع ثنايا قلب أيوب وقال:

_ندى حصلها حاجة.

نكس الطبيب رأسه قائلاً:

_الحقيقة مدام ندى....

يتبع.



الفصل السابع عشر من هنا



تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×